الحياة الدينية لدى الكرد عبر التاريخ

الكاتب: برادوست ميتاني

 الحياة الدينية لدى الكرد عبر التاريخ والتواصل في معرفة الإله الواحد
قدس الكرد كغيرهم من الأمم في بداية التفكير بالطبيعة بعض القوى الطبيعية, لكي يحموا أنفسهم من شرورها وكذلك من لغز الموت بممارسة طقوس بسيطة, وكانوا يصنعون لها طواطم خاصة ,ولكنهم سرعان ما تخلوا عنها بسبب التطور الذهني لديهم, وخاصة عندما ادركوا قيمة الأم ,فظهرت ميثولوجيا الإلهة الأم لما لها دور لدى الأولاد والزوج ,من حيث العطاء والحب والرعاية والابداع والعمل,وذلك في أواخر العصر الميزولوتي وبدايات العصر النيوليتي ,أي أوائل الألف الثاني عشرق.م, وحصراً خلال مجتمع كلان في مناطق سلسلة زاغروس وطوروس و.تبلورت هذه العبادة مع تحرك الكرد داخل بلاد موزوبوتاميا ,والانتقال إلى الجنوب في سومر وأكاد مع الجوديين في الألف السابع ق .م.
إينانا
تحول التقديس للأم إلى ظهور آلهة الأنثى أمثال إينانا وإستير وشاويشكا الهورية هاتان الإلهتان الأخيرتان إستير وشاويشكا حملتا اسم عشتار في سومر وأكاد وسوري ا وكذلك الإله إيا
وجد الإله إيا طريقه إلى مجمع الآلهة الحوري المطابق في بابل للإله السومري إنكي ,المسؤول عن المياه العذبة تحت الأرض (آبزو أي آف زاAvza ,والإلهة إيا الحوري كان يسمى أيضاً (آ)وقد علمنا بأن اسم الماء في السومرية (آ) وفي الكردية (آف)
أن هذا الاسم أي الإله إيا مازال مستخدما في ثقافتنا الدينية وقد دخل في الفكر الاسلامي وقد ورد في القرآن الكريم عندما قال عزوجل : إيانا تعبدون .إذ أن معنى لفظ إيا هو العظمة واللاحقة نا هي ضمير متصل وكذلك دخل معنى إيا في اسم آية وأين بل حتى اسم دنيا وديانة أيضا
انتقلت عبادة إينانا من الكرد الهوريين إلى الكرد الكوتيين إي الجوديين . ترك الجوديون أثرهم في النمط السومري في الألف الثالث ق.م ,يظهر هذا في أوروك حول معبد اينانا ذو الاسم الكردي
هذا الاسم أي إينان في الكردية مازال يعني اليقين والإيمان – في البداية كان اسمها إين, وللإلهة نينا الأصل المشترك لغوياً مع اسم إين أي يوم الجمعة, وكذلك مع اسم دين أي الإيمان و أنه مازال في بعض المناطق يستخدم اسم نينا للدلالة على المرأة المحترمة وكذلك تحولت إلى نانسي وهو اسم علم أجنبي
للعلم أن نينا هي قرينة إله القمر كوشخ أو كوشوه وكانت لها مكانة مهمة في العبادات الحورية وكذلك في أوغاريت..
إيل ,إلاه ,الله
.بعد فقدان إله الطقس سيادته ظهرت سيادة الإله كوماربي محور الرئيسي للكثير من الأساطير الحورية التي تسمي المدينة الملكية الحورية القديمة أوركيش موطناً له, يرد أقدم شاهد على هذا الإله أي كوماربي في نص حوري من مدينة ماري في 1700 ق.م ,وهو يطابق الإله دجن في منطقة الفرات الأوسط والإله السومري إنليل والأوغاريتي إيل, وفي اسطورة دينية لدى الهوريين تحكي صراع الآلهة: ينحني الإله آن على قدم الملك القوي في السماء آلالو كخضوع له ,ويقدم له كأس الشراب , ولكن بعد تسع سنوات يتمكن الإله آن من هزيمة آلالو الذي يفر إلى العالم السفلي المظلم ,ثم يجلس الإله آن محله على العرش . ينتفض الإله كوماربي مصارعاً الإله آن وينتصرعليه , فيهرب بعد أن يجعله حاملاً منه بالإله تيشوب وبنهر دجلة وبالإله الضخم تشميش ,عندها يحمله عبئاً ثقيلاً بسببها فيضرب الإله آن بسبب ذلك رأسه بصخور الجبال, وتصنف الإلهة السومرية شالا زوجة له وكان له وزير باسم موكيشانو أي موكيش الدال على مملكة آلالاخ.
بالتمعن إلى اسم الإله أيل بصيغه المشتقة من بعضها ألالو وألالاخ واللاة وظهوره أيضاً مع دولة أيلام الكردية نلاحظ مدى
تمسكنا نحن الكرد بهذه التسمية القريبة حالياً من اسم إلاهوما واللهم ومن ثم الله وخاصة
احتفاظ جبل صغير ألا وهو كري ايلم الواقع بين شمال وغرب كردستان بنفس الاسم حتى الآن.بالإضافة إلى نهر كارون الذي كان اسمه القديم ألاي وآلاني إله العالم السفلي التي هي أم للإلهة خيبات في أسطورة آلي كومي الهورية .و اسم آلت الذي هو الإله الكردي الكالتي الخالتي دلائل على أن الكرد أيضاً اصحاب فكر في عبادة الله باسمه الجديد وليس المسلمون فقط
بالإضافة إلى ذلك كما نوهنا أن أحد أجدادنا الكرد كان اسمهم ايلام وهم اصحاب دولة قوية في شرق كردستان 4000ق.م وأن حرف الميم مازال لاحقة تلصق بالعديد من أسمائنا الكردية في إطار النسبة مثل يكام و ساخلام وديلام وأيرام وغيرها
أما من حيث المعنى المشترك لتلك الاسماء وفي اللغتين الكردية والعربية فهو العالي , وقد أستمدنا منه نحن الكرد اسم آل أي العال وصار في العربية العلم وفي العربية يقال سقط من العل وفي نفس السياق تم الاقتباس من اسم أيل في الكردية اسم إيل أي القبيلة لما لها رفعة وسمو وتقدير
لذلك بالنظر إلى أسماء الآلهة – كما أشرنا سابقاً- أيل وألالو وغيرهما نجد جذر تاريخي لاسم إله والله مثلما هو موجود في الدين الاسلامي وفي اللغة العربية بغض النظر عما يفعله الزمن في تغيير بعض الحروف من الاسم بتقديم أو تأخير أو ادخال حرف قريب من الحرف القديم وذلك في مورفولوجيا اللغات
بناء على ذلك نقول : أن الإله أيل ليس بعربي أو سامي فقط مثلما تم اشاعته بل أنه سومري ,آري وكردي أيضاً منذ أكثر من 6000عام وذلك بسبب تلاقح الثقافات فيما بينها.
اسطورة أخرى(إنشودة ألي كومي) عن صراع الآلهة وهي تؤكد لنا ما قصدناه عن أصلها اللغوي الكردي
وهي عبارة عن محاولة جديدة للإله كوماربي لإلحاق الهزيمة بإله الطقس تيشوب ,عندما يخلق مخلوقاً من الصخر اسمه أولي كومي أي مدمر كومي ,متأمراً مع إله البحر الذي يربي أولي كومي في رعايته ,وعندما يخرج أولي كومي من البحر يبصره إله الشمس فيخاف منه ويصاب بشلل في الحركة , فيعجز عن التجاوب مع الإله تيشوب الذي رحب به في قصره, وغضب منه وانتقل مع أخيه تاشميشو إلى جبل خازي بسبب خوفه الشديد من أولي كومي المرعب .فتقوم شاووشكا بمحاولة إغرائه بإنوثتها كما فعلت سابقاً مع خيدامو ولكنها لم تفلح لأنه تصرف كالأصم والأعمى , ولكن بعد صراع ميؤس بتدخل تيشوب ورفاقه ,يأتي إله إيا ويرجو من الآلهة الموغلة في القدم بمنحه المنجل الذي يقطع أولي كومي عن منبته في كتف أوبلوري الذي هو مصدر قوته , ثم يتم القضاء على ذلك المخلوق الضخم أولي كومي
تذكرنا أحداث أنشودة أولي كومي الأسطورية تلك بأكتاف زهاك والبطل كاوا هسنكار ولعل الباحث الألماني جرنوت فيلهلم في سياق كتابته عن الاساطير الهورية يقصد ذلك عندما يقول توصلنا هذه الحكاية أي أولي كومي إلى تقاليد هورية قديمة و نقلها الهوريون إلى المنطقة من مواطنهم الاولى في المناطق الجبلية الكردية .ويقول أما حدث أولي كومي فهو في شمال سورية
الإلهة شاوشكا (شمسكا) أي الشمس
بعد أن تحدثنا عن الإلهة إيا وإينانا ,نتحدث الأن عن شاوسكا وهي أهم إلهة حورية تماثل الإلهة عشتار التي ترمز إلى النجم أي استار واستير الكردية, وظيفتها التكاثر والحرب, وبقيت معروفة باسمها الحوري حتى في نينوى حتى نهاية القرن الثامن ق.م ,وقد أعتقد الملوك بأنها ذات قدرة على الشفاء, لذلك أرسل تمثالها مرتين إلى مصر لتحقيق العافية للفرعون ,وعبدت في مملكة ميتاني كإلهة كبرى ,وصفها الملك الميتاني توشراتا بأنها سيدة بلادي وسيدة السماء ,وقد انتشرت عبادتها إلى المناطق
الحورية الشرقية كما في مدن شرقي دجلة مثل تيلا وخيلماني كذلك في نوزي وفي المناطق الغربية أيضاً مثل آلالاخ كذلك في مدينة لوازنتيا من بلاد كيزوفتنا ,وقد اختلطت صورة شاوشكا في مناطق المركز مع صورة الإلهة إشخارا المطابقة في اوغاريت مع عشتار الحورية ولكن بصورة عشتروت , وكانت للإلهة شاوشكا خادمتين موسيقيتين هما نيناتا وكليتا مثل الثورين الملازمين للإله تيشوب بالإضافة إلى مساعدات هم شينتل وذات العيون السبع وشينتل إرتي ذات الأثداء السبعة وشينان تتوكرني المضاعفة في الحب
مازال هذا الاسم شاوشكا أو شمسكا لدى أخوتنا الايزيديين باسم شمش كما يتوجد عندهم صفة دينية باسم شى شمش وتم تصغير الاسم باستخدامها في تسمية الاسماء وصارت شمو وشموكا وشمكا ومازالت حتى اليوم عائلات كردية تحمل تلك الاسماء وكذلك أطلقت على الايام الكردية شمي ,يكشم ودوشم وهكذا أي روز ولم يستثنى اسم شف أي الليل من ذلك الذي يستخدم في اللهجة الصورانية بشكل أقرب من اسم شاوشكا وهو اسم شاو أي الليل .
يستخدم الكرد اسم أخر للشمس وهو رو الذي انتقل مع الهوريين إلى مصروصار اسم إله رو ولكن العرب حالياً يحولون الاسم إلى رع الذي كان إلها في السماء في اعتقاد المصريين والفرعون هو إله على الارض. مثال ذلك آمون رع ولكن بانتقال نفرتيتي الكردية الميتانية تحول رع إلى آتون المشتق من هتاو , أتاو ,تاو , تاف , الذي يعني بدوره الشمس في اللغة الكردية وآتون هذا صار الإله الموحد بدل القديم الثنائي لذا تسمى امنحوتب الرابع بعد زواجه بنفرتيتي باسم أخناتون أي خادم الله
(Kolê Xwedê أسطورة خيدامو
خيدامو(منها تسمية خودا) هو أبن كوماربي من الفتاة شيرتاب شورخي العملاقة ابنة إله البحر الثعبان الضخم , يربى خيدامو في مخبأ مخفي فيصبح ذو شهية مفرطة في الدمار , ولكن شاوشكا (عشتار) تكتشف ذلك فتستعين بأخيها إله الطقس تيشوب الذي يذرف الدموع بكاءً لهذا الخبر المفزع . يقوم الإله الحكيم إيا بالشكوة إلى مجمع الآلهة من تصرف الإله كوماربي الذي أنجب خيدامو من تلك الفتاة العملاقة وتسبب بمجيء خيدامو المدمر لكي يعيد سيادته السماوية المفقودة بعد إبادة البشرية , في النهاية تنجح الآلهة السماوية من السيطرة على خيدامو بعد أن تمكنت شاووشكا من إغرائه بجسدها العاري
أهورامزدا إله الحكمة والمعرفة والبشرى الأوحد
أن أرض كردستان أنجبت دينا أخرا ألا وهو الزرادشتية التي أمنت بإله واحد الذي هو إله الخير اهورامزدا الذي سبق حتى الزردشتية ذاتها في القرن السابع قبل الميلاد – هذه الديانة التي أصبحت ديناً رسمياً للإمبراطورية الميدية وما بعدها من دول حتى مجيء الاسلام – و انتشرت في أصقاع العالم الى جانب اليزيدية
خور الشمس في اللغة الكوردية البهلوية القديمة الذي كان يستعمل بدلا من خودا آهورا مزدا أو الله و كان اختيار أجدادنا للشمس كرمز يشير إلى الله لأن الشمس هي من أعظم مخلوقاته ،وفيها تتجلى قدرته وحكمته وحسن علمه كسبب الحياة على سطح الأرض
تبلورت عقيدة (أهورمزدا )بشكل كبير في الديانة الايزيدية منذ الأزل وتوضحت للباحثبن بأن رمز (أهورامزدا )يوحي إلى قصة الخليقة وحواء وآدم والملك عزازيل وخلق الكون وخاصة الكرة الأرضية التي كانت مغطاة بالماء ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل الطير ((طاووس ))للملك عزازيل وعندما حط الطاووس بقدمه على الأرض فتبدد الماء من تحت أقدامه ,فظهرت اليابسة وبطلب من الملك عزازيل خلق الله الشمس التي بآشعتها خلق الله الاحياء ,لذلك أن الرمز ((أهورامزدا)) عند اخواننا الايزيديين يتضمن أجنحة الطاووس و قرص الارض والشمس ,ويسمونه ((طاوسي ملك ))كما أن اخواننا السريان والايزبديين يشتركون معا”في ذلك الرمزو عيد ((الخليقة)) ويلونون البيض للإشارة إلى ذلك اليوم الذي خلق الله فيه الارض بمختلف مخلوقاته ،كما أن رمز (أهورامزدا )مازال رمزا” قوميا” عند اخواننا السريان وأنهم كالايزيديين يصومون ثلاثة ايام.
تحول اسم (اهورامزدا )في فترة بدايات الالف الثانية قبل الميلاد لدى الشعوب في مزوبوتاميا إلى اهور واشور وصار اسم الإله اشور وحاليا” اسور وسريان وسوري وعند الكرد خورد وخورداد وخودا وخوا.
كان اهورامزدا إلها” موزوبوتاميا” لدى الكرد الجوديين والهوريين السومريين اللذين استمدا اسميهما منه وكذلك الميديين وغيرهم كما أن الإله (اهورمزدا) أصبح آريا” في منتصف الالف الثانية قبل الميلاد، فأنتشر مع الاورببين، ونحن نجد عندهم الآن ميداليات وساعات باسم (اهورامزدا )وكذلك مع الهنود في الهند ومازال الرمز عندهم مقدس واسمه سوري .يجب أن لاينسى هنا بأنه في منطقة موزوبوتاميا وما يجاورها كان ثمة إله استمدت عقيدة أهورامزدا نفسه منه وهو العقيدة المهترائية أي ماهتر ومهترا وميترا الذي هو في اللغة الكردية بمعنى راعي الشمس وقد دخلت عقيدته إلى حد بعيد في الديانة المسيحية ,لذلك تمثاله الآن في فاتيكان ومعبده تحت كنيسة فاتيكان في روما.
اهورامزدا اصبح إلها”رسميا” كما قلنا لدى المجموعة الآرية مع ظهور الديانة الزردشتية والنبي زردشت في معظم الشرق الأوسط والأقصى، مع إضافة صورة رجل إلى رمزه, يقال أنه يرمز إلى مفكر ديني
مع تقدم الزمن ولسهولة اللفظ على اللسان في اللغة الكردية الحالية صار اسم اهورامزدا بصيغة (اهورداد) ثم (خرداد) وخودا (xuda آسورا = آهورا ,ديو أي الغول في الكردية تقابلها ديوانه الكردية وصارت دينDîN وديوانة المجنون, أما كلمة الديانة تطورت من داينه القديمة وتدخل في تسمية منطقة بهدينان = به – دينان أي أفضل الاديان في العربية ,مهاباد : مها تعني العظيم ومثلها مهاتما في الهندية , مزكفت Mizgeft أي المعبد للإله الحكيم مزد-مازدا-آهورمازدا في البهلوية (مزكيتMizgêt) أصبحت في العربية مسجد أشتق منها سجد وسجادة عشتارIstêrالعزة والزهرة ونجمة الصبح أو نجمة الراعي وفي
من ذات الاسم هور وخور وسور جاء اسم سوبار,سوبارتو,سوبير,هوباروخوباروسوبر وسومر, وقد أختلف الباحثون فيما بينهم حول دلالة الاسم ,هل هو يدل على جغرافية أو على مجموعة أثنية في كردستان,وفي الحالتين هو اسم يدل على قوم هم احد أجداد الكرد وبنظري لا معضلة في ذلك من الناحية الجغرافية إذ أن كثيراً ما يأخذ شعب أو قبيلة اسمهما من المنطقة التي يعيش عليها ,فما الضرر من ذلك وخاصة إن بلاد الكرد عرفت لدى أبنائها عبر التاريخ باسم الشمس (خور وثمة شعب عريق اسمهم هور و , أي في الصيغة العربية الهوريين أو الحوريين ,واسم خور يتحول إلى سور وكثيراً ما يسقط حرف في الاسم المركب ,أو تضاف عليها أحرف, وهذا ما قد حصل في اسم سوبار وخاصة عندما ينتقل على ألسنة الشعوب المختلفة في الثقافات , وفي اللغة الكردية خورتو يعني الشاب والكلمة من القوة لاغرابة إن بأنها مشتقة من خور أي الشمس لأننا نحن الكرد لنا صلة قوية بالشمس في ثقافتنا الميثولوجية التي تعتبرها ذات قوة فائقة ,وخاصة كان لدى الهندوآريين آهور هو إله الشمس.
أما الناحية الأثنية فأنا لا أستبعد تحول اسم كرد من خورد وسورد ,للتحول المرن في اللغة الكردية بين الكاف والخاء والسين وتسلل حرف الدال إلى ما بعد حرف الراء مثل تصبح برد أي أخذ , وهكذا كرد أي وعمل أي كرد. أي الذئب
كان الفراعنة المصريون كثيرا ما يطلقون كغيرهم اسم سوبار على الهوريين, ففي تل العمارنة ظهر ذلك وهو اسم سومري كردي ويتألف من سو- بير,سو( إثني مثل كرد) وبير (خارج),ونحن نعلم مدى تأثر شعوب بابل وسومر بلغة شعوب زاغروس الكرد كالكاشيين والكوتيين طوال ثمان قرون عندما كانت بإدارتهم, لا غرابة لو قلنا إن اسم سومر بذاته مشتق من
سوبر لأننا نحن معشر الكرد كثيراً ما أي نقلب حرف الميم إلى الباء مثل محمد و بحمد ومهفان MihvanوBihvanبهفان.
وعن الاسم يقول الباحث جرنوت فيلهلم إن تسمية سوبارتو في السومرية هي سوبر,هذا يؤكد ما قلناه آنفا بان اسم سومر هو سوبر الكردي , وثمة عشيرة كردية حاليا تحمل اسم زيبار المشتق من سوبار
. أن اسم هوري (الشمس)= حوري=خوري=سوري(اسم خور مازال يطلق للشمس عند إخواننا الكرد الصورانيين , وأن اسم خوري لدى إخواننا المسيحيين هو مرتبة دينية لرجل دين, علماً توجد مرتبة أخرى تحمل المعنى العربي له وهو الشماس), آهر = آور=آجر = أثر =آذر = آكرAgir أي النار , آهورا إله النور والحكمة أصبح وارونا وآسورا أصبح آسور الهندية وسورياش الكاشي وسوريا الكردية صارت ثريا العربية, مازدا صارت مزدا = مزد بمعنى الحكيم هورمزد =هرمز ,سورياش أي إله الشمس أي سورياش الكاشي وسوارداتا الميتاني = هوارداتا =خوردات الكردية القديمة = خدادات الحديثة أي عطاء الله أصبحت خود ثم في الصورانية خوا
وفي الختام نستنتج أن لأرض كوردستان قدسية مباركة كما هي في الكتب السماوية
يذكر التوراة بأن النبي يونس كان يعيش في شمال نينوى ,أي في مناطق دهوك و زاخو , وكذلك إن النبي عزرا اليهودي كان في رعاية أحد الملوك الميديين في الدولة الأخمينية ,أما الوثائق اليهودية فتقول بأن الملك الميدي حرر اليهود من السبي , فكانت مكافأته الزواج من اليهودية ستيراStêra ذات الفستان الأزرق في ليلة زفافها ,وتخليدا لها جعل اليهود علمهم الإسرائيلي يحمل اللون الأزرق ,وهي التي حررت يهود السبي, فسمح لهم الملك الميدي بالعودة إلى ديارهم في أورشليم القدس , بعد أن حررهم من الآشوريين.
بالإضافة الى ذلك , فإنجيل متى الإصحاح الثاني يقول: بأن المجوس بشروا بميلاد السيد اليسوع, والقصة في ذلك عندما طلب النبي دانيال (يقال بأن هذا زردشت ذاته)من قبيلة المجوس الميديين في نهاية دعوته ,بأن يسيروا مع نجم يمر من الشرق ويتجه نحو الغرب ,حيث يهبط يكون ولادة طفل هو السيد المسيح, فكان ذلك في بيت لحم , فبذلك يكون الأكراد أول من بشروا بالسيد المسيح و الديانة المسيحية ,فالفضل في ذلك يعود الى الكرد المجوس, وبهذه المناسبة نقول أن كلمة مجوس ليست سيئة كما تم تداولها مع الأسف من قبل الأخوة المسلمين الذين ألبسوها ثوباً أسوداً و سموها الزندقة ,إذ أن المجوس هم قبيلة كردية عريقة اسمها الموج وأحياناً موخ (أي الدماغ أو العقل(Mêjî,Mix,لذكائهم كانوا مرتبطين بشدة بالديانات سواء أكانت الميترائية أو الزرادشتية أو المسيحية أي بمعرفة الله, و اليونانيون كالعادة يضيفون الواو والسين على الاسم فتحول الموج الى الموجوس , وهكذا المجوس وسموها العرب المسلمون بالزناديق أي الزندقة ,و كلمة الزندقة من زندا أبستاق أي زند أفستا ,علماً أن هذا الكتاب هو للحكمة في معرفة الطريق للوصول إلى عبادة الله الواحد الأحد, و هكذا تم تحوير الأسمين وتشويههما
أما ما يرد في القرآن الكريم بما هو صلة بأرض كردستان فأنه مفخرة لنا الكرد, بدأً من ظهور النبي نوح (ع) في شمال كردستان وبالأخص على جبل جودي ومروراً بدين النبي إبراهيم خليل (ع) و قصته مع الملك السومري نمرود فهو في أرض كردستان وبالذات في سهل حران ,إذ ثمة معبد الآن في كري نافوكي التابع لمدينة رها , فيه يقول عالم الآثار الألماني كلاوس شميدت أنه أقدم معبد مكتشف حتى الآن ,وربما يكون ذلك التل هو الجنة التي ذكرها الأنجيل والبستان الذي كان فيه آدم و حوا , ويسمى باغي ايرم BaxêEyremêالوارد في القرآن الكريم : إرم ذات العماد لم يخلق مثلها في البلاد وخاصة عندما يذكر الإنجيل مكان فردوس أدن أي عدن تلك الجنة الواقعة بين أنهار دجلة و الفرات وسيحون وجيحون ,والآن ثمة بحيرة باسم بحيرة زليخة مملؤة بالسمك لا يتعرض الأهالي لها لقدسيتها وأنهم يعتقدون بأن ماء البحيرة هوالماء البارد لإطفاء نار نمرود, والأسماك هي حطبها , تلك الماء التي أصبحت برداً وسلاماً على إبراهيم ,ويؤكد على ذلك القرآن الكريم ,ومن الجدير بالذكر هو وجود بلدة في جنوب كردستان تحمل أسم إبراهيم الخليل ,وهي البوابة الرئيسية بين الجنوب و الشمال من كردستان
المراجع
1- أريا القديمة وكردستان الأبدية – أ. صلوات كلياموف
2- زردشت الحكيم والفيلسوف –د. وهبية شوكت
3- خلاصة تاريخ كرد وكرديتان ج1 – العلامة محمد أمين زكي
4- اسلاف الكرد –د. أحمد محمود خليل
5- الحوريون ,تاريخهم وحضارتهم – الباحث جرنوت فيلهلم
6- ظهور الكرد في التاريخ – أ. جمال رشيدTiada huraian foto disediakan.Tiada huraian foto disediakan.
Tiada huraian foto disediakan.
Tiada huraian foto disediakan.