بإمكانات بسيطة.. ممثلون من كوباني يطلقون مسلسلاً درامياً
انتهى ممثلون من كوباني، شمالي سوريا، من إنتاج مسلسل “جيان” الذي يُعرض على منصتي “يوتيوب وفيسبوك” خلال شهر رمضان الجاري.
وبدأ فريق العمل التحضير للمسلسل قبل نحو شهرين، مستخدمين إمكانات بسيطة ومتواضعة، ويتألف المسلسل من 12 حلقة، ويشارك فيه نحو 20 ممثلاً من كوباني.
يقول جيب مشيد، كاتب ومخرج وممثل، إن “الفكرة تركز على العادات والتقاليد البالية في المجتمع التي تأثر على حياة الشباب، خاصة فيما يتعلق بالزواج والتدخل الأسري في اختيار الشريك، وكيفية تغليب مصالح العائلة على مصالح الأفراد”.
ويوضح ، أن المسلسل هو بادرة جديدة في مجال الإنتاج الفني في كوباني، حيث كانت الأعمال السابقة تقتصر على السكتشات القصيرة أو المسرحيات، “ولكن إنتاج مسلسل درامي يعتبر الأول من نوعه”.
“جيان”.. كسر العادات البالية
تتمحور فكرة المسلسل حول شخصية “جيان”، وهي شابة جامعية تطمح لتحصيل علمي وتطوير ذاتها، وتلعب دوراً ريادياً في مساعدة الفتيات لتطوير أنفسهن.
تفرض على “جيان” كفتيات مجتمعها ضغوطات اجتماعية، ومنها تحديد شريك حياتها منذ ولادتها، حيث وعد والدها بتزويجها لابن عمها “سمو”، وهي عادة متوارثة في مدينة كوباني.
وتختلف جيان عن ابن عمها “سمو” في مستوى التفكير والثقافة، حيث أن “سمو” شاب تربى في مجتمع ذكوري يهدف لفرض سلطته على “جيان” والتحكم بها، بينما تمتلك “جيان” الرغبة بتغيير واقعها، وعليها تختار الوقوف في وجه “الظلم” وكسر حاجز تلك العادات والتقاليد.
تقول مازيا إبراهيم، وهي ممثلة أدت دور “جيان”، لنورث برس: “المسلسل يمثل المرأة المقاومة للعادات والتقاليد البالية في المجتمع، والتي مازالت موجودة إلى حد ما”.
وتتابع: “نهدف من هذا العمل إلى إلغاء الذهنية من مجتمعنا سواء في الريف أو في المدينة، مثل زواج القاصرات والزواج بالإكراه وكذلك إجبار الفتيات على الزواج من أبناء أعمامهن”.
ومن جهته يقول علي كتو وهو ممثل ومخرج، ويلعب دور البطولة: “هذه المشكلة ما زالت موجودة، فالعادات والتقاليد تقف عائقاً أمام الكثير من الشباب والشابات فيما يتعلق بالزواج”.
ولعب كتو دور الشاب “فرات”، وهو صديق “جيان”، الذي قرر هو أيضاً الوقوف في وجه العادات والتقاليد التي تقف عائقاً أمام حبهما.
تفاعل إيجابي
وصلت نسبة مشاهدات مسلسل “جيان” على منصتي فيسبوك ويوتيوب لأكثر من مئة ألف مشاهدة، بالإضافة لتفاعل المشاهدين مع المسلسل وأبطاله من خلال التعليقات الإيجابية عنه.
ويشير الممثل كتو إلى أن هدفهم من المسلسل هو إيصال رسالة للمتابعين، عبر تسليط الضوء على مشاكل مجتمعهم من جهة، وعرض مواهبهم في التمثيل من جهة ثانية.
أما مازيا فتشير إلى تقبل المجتمع والمشاهدين للمسلسل ودعم عائلتها لها للمشاركة فيه رغم وجود بعض الانتقادات المتعلقة بموضوع مشاركة المرأة في التمثيل.
إمكانات ضعيفة
يقول جيب مشيد أن تصوير المسلسل جرى في مدينة كوباني وريفها، وأن العوائق التي واجهوها تتعلق بضعف الإمكانات، وخاصة تقنيات التصوير، حيث تم التصوير بكاميرا واحدة، وتم تسجيل الصوت بواسطة الهاتف المحمول. وكذلك، تم استخدام إضاءة الهاتف الجوال بدلاً من أجهزة الإضاءة.
وينوه إلى أن الممثلين يعتمدون على أنفسهم وإمكاناتهم الشخصية في الإنتاج في ظل عدم وجود شركات إنتاج تقوم بتمويلهم وتقديم الدعم لهم.
أما علي كتو يشير إلى أن مصاريف إنتاج المسلسل لم تكن مكلفة، حيث كان فريق العمل يتشاركون في مصاريف الإنتاج من حسابهم الشخصي.
ويقول إنهم لا يجنون أرباحاً من مشاهدات يوتيوب، كونهم يعيشون في “بلد محظور” (سوريا).
ويختتم حديثه أن تعليقات المتابعين للمسلسل تشجعهم وتدعمهم معنوياً، ورغم بعض الأخطاء الإنتاجية في هذا المسلسل، إلا أنهم سيحاولون في المستقبل تقديم أعمال أخرى بشكل أفضل.