البحث عن خفايا التاريخ.. العثور على كتابات مسمارية في قلعة أربيل
يشهد مركز قلعة أربيل للمرة الاولى أعمال بحث وتنقيب، ففي عام 2015 جرت آخر أعمال التنقيب في محيط القلعة.
منذ 45 يوماً بدأت أعمال التنقيب التي ستستمر تسعة أشهر، من قبل المعهد الفرنسي في الشرق الأدنى بالاشتراك مع قسم آثار قلعة أربيل.
مسؤول آثار قلعة أربيل، هيجا زاهر، “عثرنا على قطع جيدة جداً، ونحن الآن في العهد العثماني القديم، وقسم من البيوت التي نراها جديد، أنجزنا أعمالنا بأسلوب أكاديمي وحافظنا على كل القطع والجداول التي عثرنا عليها.”
القطع التي يتم العثور عليها تنقل إلى المعهد الفرنسي ومقره في داخل القلعة، ومنها قطعة عليها كتابات مسمارية تعد من أهم الآثار التي عثر عليها ويعود تاريخها إلى 500 سنة قبل الميلاد إلى العهد البابلي الحديث.
مدير المعهد الفرنسي في الشرق الأدنى، جورج ماماريس، أن “أحد الأمور المثيرة التي تم العثور عليها عبارة عن قطعة.. ورد اسم أربيل في كثير من الأمور بمنطقة ميزوبوتاميا، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قطعة من هذا النوع في قلعة أربيل”.
وأضاف: “هذه القطعة تحمل كتابات ويعود تاريخها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد.. نعمل الآن على التعرف على ما تحدثوا عنه، لكنها القطعة الأولى التي يتم العثور عليها في مدينة أربيل وهي أمر مثير في أول موسم تنقيب لنا.. نواصل حفرياتنا.. كما تعلمون، هناك جدار يحيط بقلعة أربيل، نعمل الآن في حفريات بالطبقة الثانية من الجدار الذي يحيط بقلعة أربيل ويعود تاريخها إلى الألفية الأولى أو الثانية قبل الميلاد”.
خلال الحفريات التي جرت في القلعة تم العثور على الكثير من القطع، وهذه العظام جزء منها، وللتعرف على العصر الذي تنتمي إليه يجب إرسالها إلى خارج البلد، ويكلف تشخيصها الكثير، فتشخيص العظمة الواحدة على سبيل المثال يكلف ما بين 200 و300 دولار.
الخارطة الأساس لقسم آثار القلعة تحدد سبعة مواقع للحفريات والتنقيب المتواجدة إلى جانب مركز القلعة في مكان بمواجهة القلعة، فبالاستفادة من صور تعود إلى العام 1930 تم تحديد موقع للحفر والتنقيب وتجرى الحفريات بعمق أربعة أمتار.
عمر أحمد وهو مدرس بمركز الدراسات العلمية في جامعة سوران: “تبين لنا من خلال صور التقطت بالأقمار الصناعية أن سور القلعة تجاوز هذا المكان ونريد التوصل إلى نتيجة في هذا السياق، فلدينا أدلة تشير إلى أنه كان يحيط بالقلعة ثلاثة أسوار على الأقل وأنت الآن تقفين على السور الثاني.”
يشار إلى أن الموسم الثاني من أعمال الحفر والتنقيب في قلعة أربيل سيبدأ في نيسان من السنة المقبلة.
أي قطعة يتم العثور عليها في القلعة ومحيطها، تكشف عن جزء مهم من تراث وتاريخ الكورد، ولهذا يريد المعهد الفرنسي تحويل هذا الجزء من أربيل إلى متحف ومتنزه تاريخي مهم تتعرف فيه الأجيال المتتالية على تاريخها.
المصدر: روداو