أغطية الرأس مابين الوزراء والقضاة في العصر الايوبي

الكاتب : يوسف الأومري

أغطية رأس الرجال فى العصر الأيوبي الكوردي من خلال تصاوير المخطوطات والتصاوير الشخصية للفنانين الأوروبيينتناولت بعض المخطوطات للفنانين الأوروبيين في الفترة الزمنية ما بين القرنين 9–12ھ/15–18م تصاوير أشهر سلاطين الدولة الأيوبية ضمن مخطوطاتهم للتصاوير الشخصية. ومما هو جدير بالملاحظة تصويرهم للسلطان صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية وعلى رأسه غطاء الرأس المعروف بـ«التخفيفة» أو «الناعورة»التي تعبر عن السلطان صلاح الدين الأيوبي، وهي تصاوير تخيلية وليست شخصية حقيقية للسلطان فهي لا تنقل صفاته وملابسه الحقيقية. وهي لوحات من نوع التصاوير الشخصية وبداخل إطار تلك الصور كان السلطان يصور في هيئة نصفية توضح نصف جسده الأعلى، وقد صور السلطان في وضعية المواجهة المباشرة للناظر، ورأسه مغطى بعمامة ضخمة مزينة تم عقدها بطريقة تشكل شكل القرون ويتضح أنهم خمسة قرون. وقد ذكر «Marcus Milwright» رؤيته حول تلك التصاوير الخاصة بملوك وسلاطين ممالك الشرق، ضمن مقالة بعنوان «أيوبى (يقصد السلطان صلاح الدين) في هيئة المماليك» وذلك ضمن تعليقه على مجموعة من الأعمال الفنية التي قام بعملها فنانين أوروبيين لشخصيات أثرت على العالم في القرون الوسطى، ومنهم السلطان الأيوبي الذي تم تصويره بهيئة وغطاء رأس السلاطين المماليك نظرًا لاشتهارهم بهذا النوع من أغطية الرأس. وقد اعتبر فنانو ومؤرخو أوروبا وخصوﺼًا في العصور الوسطى أن صلاح الدين كان مؤسس نظام جلب المماليك في النظام والجيش الأيوبي، وربما دل غطاء الرأس الذي يضعه السلطان والذي يؤلف شكل ناعورة لها خمسة قرون، على عدد الممالك التي يهيمن عليها السلطان. كما ظهر السلطان صلاح الدين الأيوبي وهو يعتم بعمامة «التخفيفة ذات الخمسة قرون» ضمن تصويرة تخيلية وهي لوحة شخصية للسلطان صلاح الدين الأيوبي وعلى رأسه التخفيفة الكبيرة ذات الخمسة قرون، منفذة على لوحة خشبية رسمت بألوان الزيت (Oil Painting). ويظهر السلطان في وضع المواجهة، وعلى رأسه غطاء الرأس المتألف من العمامة المعروفة في العصر المملوكي بـ«الناعورة»، ومما ذكر «Paolo Giovio» في ملاحظاته حول حياة وشخصية السلطان صلاح الدين قوله: «في خلال حياته كان صلاح الدين لديه عادة وهي عادة الناس في عصره، من وضع غطاء للرأس من الكتان» ويقصد بغطاء الرأس العمامة التي كانت تعقد وتلف على الرأس بعدة طرق. كما ذكر أنه كان يتم ربط قماش العمامة وتدويره بطريقة تجعله يشبه القرون، وذكر أيضًا أن تلك القرون قد ترمز للممالك الخمس التي كانت تقع تحت سيطرة الدولة الأيوبية وقتذاك، والتي قام السلطان صلاح الدين بفرض سيطرته عليها وقد إستمر ارتداء هذا النوع من أغطية الرأس في عصر دولة المماليك بعد ذلك، وعلى حد وصف «Paolo Giovio» فإنه يصفه بالتاج أو الإكليل مما يدل على أنه كان يراه كغطاء رأس خاص بالطبقة الحاكمة، وقد كان وصفه لملابس صلاح الدين مستمد من وصف بطريرق الفاتيكان «Donado da Lezze» الذي كان مولعًا بدراسة التاريخ، وكان يخدم فترة طويلة بقبرص وسوريا وهو من ألف كتاب الـ«Historia turchesca» وهو ذلك الكتاب الذي أرخ فيه للسلاطين العثمانيين حتى عام 920ھ/1514ﻡ.

قد يكون فن ‏‏شخص واحد‏ و‏لحية‏‏

أغطية رأس مشتركة ما بين الوزراء والقضاة في العصر الأيوبي الكوردي وقد ذكرت المصادر التاريخية عن أنه قد وجدت أغطية رأس مشتركة ما بين الوزارة والقضاء، ففي أحداث عام (655ھ/1257م)، يذكرالمقريزي حادثة إعفاء بدر الدين يوسف بن الحسن السنجاري من الوزارة وتولية القاضي تاج الدين عبد الوهاب بن خلف العلائي مكانه ولقد خلع السلاطين الأيوبيين على قضاتهم عندما كانوا يقلدونهم وظيفة القضاء «الكلوتة» وكان يلبسها القاضي وقد كان من المألوف في القرن (7ھ/13م) أن يرتدي القضاة عمائم كبيرة لها شكل مميز212 يسترسل منها أطراف ذوائب على الكتفين، وكانت تلاحظ ضمن تصاوير المخطوطات عند ركوب القاضي دابته حيث تصل عذبة عمامته حتى تلامس سرج حصانه، وكان من القضاة من يجعل بدلًا من ذؤابة العمامة «الطيلسان الفائق» وقد كانت الطرحة إمتيازًا يلبسها قاضي قضاة الشافعية، وكانت تسترعمامته وتنسدل على ظهره، ثم صارت من جملة ما يخلع على القضاة عامة.ويتضح ذلك في لوحة ضمن المقامة الأربعين من مقامات الحريري، ورقة 139 ظهر رسم بها أبا زيد السروجي يخطب في مسجد سمرقند، ويغطي رأسه وجسده طيلسان أسود، وهو يعتلي المنبر وهيئته هي هيئة رجل الدين، ويظهر حجم عمامته الضخمة متعددة الطيات، وهي العمامة التي تميز بها رجال القلم والدين والقضاة ممن أطلق عليهم أرباب العمائم وكان الطيلسان المحنك الأسود اللون يغطي معظم عمامته وينسدل على كتفيه وظهره. كما يتضح في (لوحة 9) التي تصورأبي زيد وزوجته أمام قاضي تبريز، وهي لوحة من المقامة الأربعين من مقامات الحريري، الورقة 125 وجه216، ويظهر بها القاضي معتم عمامة بيضاء ضخمة، ويغطيها مع الجسد والرأس بكامله طيلسان أسود اللون، وقد غطى رأس أبي زيد عمامة بيضاء لها عذبة طويلة تتدلى على الظهر، وخلف القاضي وقف شخص يعتم عمامة كبيرة الحجم متعددة ولها عذبة طويلة.المصادرمخطوط مقامات الحريري المحفوظ بالمكتبة الأهلية بباريس رقم 6094. أبو الحمد محمود فرغلي،التصوير الإسل (…)215 المقريزي، الخطط، ج1، ص365؛ ج2، ص352.216 تحتوي هذه المخطوطة على حوالى 187 ورقة زوقت بـ39 لوحة تعرضت منها ست لوحات للتلف وأعيد رسمها بطريقة ر (…)63210 المقريزي، السلوك، ج4، ص405.211 الذهبي، ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼم، ص32؛ اﻟﺴﺒﻜﻲ، طبقات اﻟﺸﺎﻓﻌﻴﺔ، ج8، ص153–154.212 ثريا نصر، زينات طاحون، تاريخ الأزياء، ص127.213 القلقشندي، صبح الأعشى، ج4، ص42.62217 BnF, Ms. (Ar 5847 f° 125r°).لوحة 9. منظر لمجلس قضاء يظهر القاضي وهو يضع الطيلسان الأسود217 من مخطوط مقامات الحريري المحفوظ بالمكتبة الأهلية بباريس.

أغطية رأس الرجال في العصر الأيوبي الكوردي (567–648ھ/1171–1250القلنسوة كانت من أغطية الرأس في العصرالأيوبي وهي توضع أسفل العمامة وقد لبسها السلطان صلاح الدين الأيوبي وكان هناك نوعًا آخر من القلانس التي تلبس وحدها وتكون مدببة.الشرح تتألّف القلنسوة من قطعتين مستقلتين يربطهما خيط. تغطي القلنسوة كامل الرأس من الجهة الخلفية وعلى الجوانب وهي مفتوحة من الأمام، من الجبين حتّى الذقن، فيظهر الوجه بالكامل.المصادر 201 دوزي، المعجم المفصل، ص216؛ صلاح العبيدي، الفنون الزخرفية، ص240.202 السبكي، طبقات الشافعية، ج7، ص16؛ المقريزي، المقفى الكبير، ج6، ص327.203 أبو الحمد فرغلي، التصوير الإسلامي، ص139، لوحة 35.


المصادر:
اللوحة مؤرخة بعام (983ھ/1575م)، وهي محفوظة بمكتبة جامعة كامبريدج بلندن ضمن مخطوط رقم 225
وهذه اللوح (…)205 Milwright,
«An Ayyubid in Mamluk Guise», p. 187–217, fig. 1, p. 207.206 رسمت
بواسطة «Cristiano dell’Altissimo»، بإيطاليا في منتصف القرن 10ھ/16م، ومحفوظة
بمتحف الأوفتزي بفل (…)207 هذه اللوحة يحيط بإطارها إفريز مزخرف بأشكال مختلفة لامرأة
وطفل ورجل يضع خوذة وأشكال نباتية مختلفة كن (…)208 Millwrigh
t, «An Ayyubid in Mamluk Guise», fig. 2, p. 208.