عفرين تعود لأهلها وسط تفاؤل كُردي وقلق معيشي
تشهد منطقة عفرين ونواحيها في الآونة الأخيرة حركة نشطة من الأهالي العائدين من مناطق الإدارة السوريّة، في ظل انتهاء العام الدراسي والامتحانات الرسميّة، إلى جانب زيارات متبادلة بين سكان القرى وذويهم. ويأتي ذلك في وقتٍ يسود فيه شعور بالتفاؤل لدى الشارع الكُردي، خاصة بعد انعقاد الكونفرانس الداعي لوحدة الصف الكُردي، والنشاطات المتزايدة للمجلس الوطني الكُردي في المنطقة.
وبحسب مراسل يكيتي ميديا، فقد زار وفد من الأمن العام التابع للإدارة السوريّة، برئاسة مدير منطقة عفرين مسعود بطّال والعقيد سراقة عموري، عدداً من القرى في ناحية راجو، منها كوليان فوقاني وتحتاني، وقرية بربنه، وذلك عقب شكاوى تقدّم بها الأهالي ضد المدعو “حميد”، أحد عناصر فصيل الحمزات التابع لما يسمّى “الجيش الوطني السوري”، بتهم تتعلّق بتهديد الفلاحين والمزارعين بخصوص محصول الزيتون، ومحاولته فرض نسب محددة من الإنتاج لصالح الفصيل.
وفي انتهاكٍ آخر خطير، وقع حادث في قرية جويق التابعة لمركز عفرين، حيث أقدم أحد النازحين على إطلاق النار على بقال كُردي بعد أن رفض الأخير منحه مواداً غذائيّة بالدين. وأفاد شهود عيان أنّ المعتدي استخدم سلاحاً شخصياً وأطلق أكثر من ست رصاصات على قدمي البقال، ما استدعى نقله إلى مشافي عفرين بحالة حرجة.
من جهةٍ أخرى، تُعاني الزراعة من أزمة حادة هذا العام، إذ سجّل موسم الزيتون تراجعاً كبيراً نتيجة الجفاف، حيث لم يتجاوز معدل الهطولات المطريّة 400 ملم، ما تسبّب بجفاف العديد من الآبار الارتوازية. فيضطرّ الفلاحون لسقي أشجار الزيتون والكرمة إما من الآبار القليلة المتبقية أو عبر الصهاريج، ما يزيد من تكاليف الإنتاج.
وبسبب ضعف المحصول، ارتفع سعر تنكة زيت الزيتون من 50 دولاراً إلى 85 دولاراً خلال هذا الشهر فقط، بحسب ما نقل مراسلنا في المدينة.
وفيما يتعلّق بأسعار الخضروات والمحاصيل الزراعيّة، فهي متدنية جداً، وذلك بسبب عزوف العديد من الفلاحين عن الزراعة، وارتفاع تكاليف المحروقات، مقابل انخفاض سعر المواشي نتيجة قلة المراعي وغلاء الأعلاف.
ورغم كل هذه التحديات المعيشيّة، فإنّ الشارع الكُردي يعيش حالة من التفاؤل والاطمئنان، خاصة بعد ازدياد النشاط السياسي والإعلامي للمجلس الوطني الكُردي، وزيارات الأهالي لمكاتبه في المدينة والنواحي. ويقدّر أنّ أكثر من 85% من سكان مدينة عفرين اليوم هم من الكُرد، ما يشير إلى أنّ المدينة بدأت تستعيد هويتها الأصليّة، بعد سنوات من التغيير الديمغرافي القسري والتهجير.
المصدر: يكيتي ميديا