عودة مستمرة لأهالي عفرين وسط تحديات اقتصاديّة وخدميّة

30 سبتمبر، 2025

21 2 دقائق

تشهد منطقة عفرين، ونواحيها، وكذلك القرى التابعة لها، حركة عودة مستمرة للسكان الأصليين من الكُرد، بالتوازي مع عودة بعض النازحين إلى مناطقهم. هذه العودة تتزامن مع موسم قطاف الزيتون، ما أدى إلى ازدحام ملحوظ للسكان القادمين من مدن سوريّة أخرى.

في الوقت ذاته، تسود حالة من القلق والخوف، خاصة بين المزارعين، بسبب تباين نسب الوكالات الزراعيّة لموسم الزيتون، وسط زيارة وفود من سلطات أمر الواقع إلى المدينة نتيجة شكاوى من بعض المواطنين تجاه قادة فصائل مثل (العمشات، الحمزات، وأحرار الشرقيّة).

من جهة أخرى، تم استدعاء ممثلين عن أحزاب المجلس الوطني الكُردي في عفرين، بالإضافة إلى مخاتير وشخصيات وطنيّة، للعمل على حلّ الخلافات بشأن نسب الوكالات الزراعيّة. تم تشكيل لجان قانونيّة بإشراف أمن العام التابع لسلطة دمشق، لتحديد النسب بشكل رسمي من خلال إجراءات قانونيّة تشمل إبراز الوثائق الملكيّة أو إرسال وكالة نظاميّة عبر واتساب، تمهيداً لفرز المبالغ عبر أمانات ماليّة وفقًا للاتفاق بين الوكيل والمُوكل.

أما فيما يتعلق بالقضايا السكنيّة، لم تُحلّ أزمة شغل بعض المحلات السكنيّة والتجاريّة من قبل عناصر الفصائل المسلحة بعد، حيث لا تزال العديد من هذه العناصر منتسبة إلى أمن الدولة التابع لدمشق. ورغم هذا، لم تسجل حالات اعتقال كبيرة، خاصة بين الشبان الكُرد، ولا توجد مضايقات بارزة على الحواجز.

وفي ظل هذه الظروف، تبقى حركة العودة مستمرة من قبل الكُرد، إلّا أنّها تتم بحذر، خاصة من أولئك الذين كان لهم نشاطات سابقة مع PYD, ومن جهة أخرى، تعاني المنطقة من تحديات اقتصاديّة كبيرة، مثل الفقر والبطالة، بالإضافة إلى قلة فرص العمل. كما أنّ المحاصيل الزراعيّة تأثرت بشدّة بسبب الجفاف وقلة الأمطار، ما جعل الوضع أكثر صعوبة. وبفضل دعم المغتربين، تجنب معظم سكان عفرين أزمة مجاعة كانت ستضرب المنطقة.

فيما يخصّ البناء والعمران، هناك حركة بناء نشطة، مع إقبال ملحوظ من المغتربين الكُرد على شراء العقارات في المنطقة. ولكن مناهج التعليم باللغة الكُرديّة لا تزال تُحذف من المدارس، وهو ما أدى إلى اعتراضات من أحزاب المجلس الوطني الكُردي. وقد طالب هؤلاء من الوفد الزائر من دمشق بإعادة تدريس اللغة الكُرديّة في المدارس ذات الأغلبيّة الكُرديّة.

زيارة وفد من دمشق، بقيادة مدير مكتب الرئيس الانتقالي لسوريا، أحمد الشرع، إلى عفرين مؤخراً كانت محوريّة. تم خلالها مناقشة مجموعة من القضايا الخدميّة، مثل معالجة مشكلة مياه الصرف الصحي في مدينة ميدانكي، حيث يتم تصريف مياه الصرف في بحيرتها. كما تمت مناقشة موضوع النفايات في ناحية معبطلي. وشدّد الوفد الزائر على ضرورة إيجاد حلول سريعة لهذه القضايا، مؤكّداً على تقديم دعم غير محدود لهذه المشاريع الخدميّة.

بينما لا تزال المشاكل التي تواجه المنطقة تتعدد وتتعقد، يظل الأمل في تحسن الأوضاع، سواء على مستوى الخدمات أو في تعزيز استقرار المنطقة بما يضمن رفاهية سكانها.

المصدر: يكيتي