من هم الآريون؟ تاريخهم، وموطنهم الأصلي.
الكاتب: نور الدين ابو حسين
▪︎استخدم مصطلح آري لوصف أصل اللغة الهندو-إيرانية البدائية. إذ كان الإسم العرقي الذي تبنته الشعوب الهندو-إيرانية لوصف الآريين و كان نفس المصطلح يستخدم في اللغة السنسكريتية الكلاسيكية بمعنى الشرفاء أو النبلاء أو المحترمون.يقول المؤرخ العالمي “وول ديورانت” في كتابه “قصة الحضارة”: يسمي الزرادشتيون وطنهم الأول إيرانا فيجو أي موطن الآريين و يطلق سترابون لفظ إيرانا على البلاد التي يطلق عليها الآن هذا اللفظ و هي إيران “أرض الآريين” و هو الإسم التاريخي للمنطقة التي قامت عليها الإمبراطوريات و الدول الفارسية-الكوردية اللتان كانتا قومية واحدة و انفصلتا عبر الزمن و اللغتان مازالتا متشابهتان إلى حد كبير.يقول الميجر أدموندوس الأخصائي في تاريخ الكورد: أصبح من الوضوح بمكان أن اللغة الكوردية ليست عبارة عن لهجة فارسية محرفة و مضطربة بل إنها لغة آرية نقية و معروفة لها مميزاتها الخاصة و تطوراتها القديمة.آمن الآريون بديانة النبي زرادشت المنحدر من أصول ميدية و الذي ولد في شمال مقاطعة ميديا المعروفة حاليًا ب”مكري وان”.▪︎تجمع أغلب الدراسات التاريخية و الأركيولوجية على هجرات متتالية للشعوب الهندو-آرية و على فرضيات متشابهة تقول بحدوث هجرات قديمة في أزمنة متلاحقة بدأت من شرق آسيا وامتدت حتى غرب أوروبا و اعتبرت الشعوب الهندو-أوروبية ذات أصول مشتركة[1].يطلق مصطلح الآريين على الفرع الشرقي من الشعوب الهندو-أوروبية و أبرز تلك الشعوب هم الكورد و الفرس و البلوج و الباشتو و الأرمن أما الأوروبيون فهم من الفرع الغربي [2] .إعتمدت هذه الدراسات على نظرية التقارب اللغوي في تصنيف الشعوب إلى عوائل عرقية و لغوية بالإضافة إلى التقارب الجغرافي و الثقافي بدرجات أقل و مؤخرًا تم الإعتماد على تحليل الجينات البشرية لتعزيز هذه المفاهيم.وبالرغم من هذا نرى أحيانًا أقلامًا تسير خارج ركب هذه الفرضية دون إعطاء البديل العلمي حول فرضياتها المخالفة و لا تعطينا السبب وراء تشابه الكثير من الكلمات بين الشعوب التي تنتمي إلى عائلة لغوية واحدة كتشابه كلمات أساسية بين اللغة الآرية القديمة و بين اللغة الجرمانية و باقي الشعوب الهندو-أوروبية رغم البعد الجغرافي، فعلى سبيل المثال:إسم الأب في اللغة الإنكليزية: Brother. و الألمانية: Bradar واللاتينية: Frâter. الإغريقية: Phrâter الفارسية: Brâtar، السنسكريتية: Bhrâtar ، الكودية: Birader أو Brâ.▪︎من أين استمدت النازية الألمانية رمز الصليب المعقوف؟يعود رمز الصليب المعقوف في جذوره التاريخية إلى حضارة بلاد ما بين النهرين “ميزوبوتاميا”عامةً و كوردستان على وجه الخصوص و يوحي هذا الرمز في معناه إلى القوة و الحظ.لقد كان الكورد الإيلاميون أول من استخدموا هذا الرمز في فترة 4000 ق.م في فنونهم النحتية و الزخرفية حيث عُثر عليه في عاصمتهم “سوزا” في شرق كوردستان و هو مرسوم في مركز صحن و حوله مجموعة من الأسماك التي تسبح في الماء إشارةً إلى الحظ و الحياة الرغيدة (الصورة مرفقة مع المنشور) كما أن اسلاف الكورد الجوتيين “الكوتيين” استخدموا هذا الرمز في نهاية الألف الثالث ق.م في النقش على الأوابد الأثرية حيث عُثر عليه في منطقة عفرين في غرب كوردستان و هو منقوش على حجر بناء تاريخي في جبل ليلون.و في العصر الحديث اعتمده “أدولف هتلر” كرمز للنازية في إشارة إلى سيادة العرق الآري حيث كان من غلاة الداعين إلى إعادة أمجاد العرق الآري بدعوى أنه من أنقى و أطهر عرق بشري في العالم و هو مؤسس الحضارة العالمية كما ورد في كتابه “كفاحي”. و قد جاء اتخاذ هتلر للصليب المعقوف رمزًا لدولته عندما عثر علماء ألمان عليه في مدينة “تختي نبي سليمان” في شرق كوردستان أثناء أبحاثهم الأركيولوجية و عرف بأنه رمز للآريين.تداول أسلاف الكورد الصليب المعقوف منذ الألف الرابع ق.م و قد أصبح ضمن ثقافة العرق الآري فيما بعد في نهايات الألف الثاني ق.م حيث لعب دورًا مهمًا في الثقافة السنسكريتية و الهندية بل و انتقل إلى الثقافات الأخرى كالفينيقية السورية و البوذية و غيرها.
============================
المصادر:
– مقتطفات من دراسة للكاتب و المؤرخ الكوردي: برادوست ميتاني.- معلومات من الويكيبيديا الإنكليزية. – مقالة على موقع مدارات كوردالحواشي:[1] : جيمس هنري برستيد، إنتصار الحضارة، تاريخ الشرق القديم، ترجمة أحمد فخري، المركز القومي للترجمة، القاهرة 2011 ص 239.James Henry Breasted, the conquest of civilization. 1891[2]: جيمس هنري برستيد، نفس المصدر السابق ص 238 – 243.


