منظمة بازي ميتان، صوت الكورد الحر ..
الكاتب: بيوراسب
في كل مرحلة من مراحل النضال الكوردي، يظهر الغوغائيون الذين لا يملكون سوى سلاح الشتم والسباب، في محاولة لتشويه صورة الوطنيين وإضعاف عزيمتهم. هذه الفئة، التي تتحرك بدوافع حزبية ضيقة أو مصالح شخصية، لا تدرك أن ما تقوم به لا يخدم القضية الكوردية، بل يعقدها ويزرع الشكوك في صفوف الجماهير.
منظمة بازى ميتان، التي تعمل في دول الاغتراب، لم تتجاوز يوماً حدودها ولم تدّعِ ما ليس لها، بل وضعت هدفاً واضحاً يتمثل في السعي إلى قرار أممي يعترف بها كمنظمة مدنية تمثل تطلعات الشعب الكوردي في نيل حريته واستقلاله. هذه المنظمة تنبذ كل محاولات النيل من شخصيتها الاعتبارية والمعنوية، وتؤكد أن الكلمة الحرة لا يمكن أن تُقمع، وأن الوطنية لا تُقاس بالانتماء إلى خطاب المحتل، بل بالانتماء إلى أرض كوردستان وشعبها.
لم يتوقف الغوغائيون عند حدود المنظمة، بل امتدت سهامهم إلى الأكاديمي البروفيسور سريست نبي، الذي عبّر عن موقفه الحر تجاه شخصية عبد الله أوجلان. فبدلاً من أن يُناقَش رأيه بعقلانية، جرى التهجم عليه بدعوى أنه ينال من شخصية أوجلان. والحقيقة أن أوجلان نفسه أعلن أنه مواطن تركي، وتنازل عملياً عن حق الكورد في تقرير مصيرهم مقابل حريته الشخصية. إن محاولة فرض قدسية على أي شخصية، مهما كان تاريخها، لا تخدم الوعي الوطني، بل تضعف النقاش الحر وتحوّل القضية إلى رهينة شخص واحد.
من المؤسف أن بعض الأكاديميين المحسوبين على الكورد لا يصرحون بوضوح بانتمائهم الكوردستاني، ويكتفون بمواقف ضبابية لا تخدم القضية. هذا الغموض يفتح الباب أمام التشكيك، ويضعف الموقف الوطني الجامع الذي يحتاجه الشعب الكوردي في هذه المرحلة الحساسة.
إن أساليب الشتم والسباب التي تدفع لها فئة حزبية معينة ليست سوى انعكاس لعجز فكري وسياسي. هذه الأساليب تضر بالموقف الوطني العام، وتُظهر الكورد وكأنهم منقسمون على أنفسهم، وهو ما يستفيد منه المحتل لتبرير سياساته القمعية. القضية الكوردية أكبر من أن تُختزل في صراعات حزبية أو شخصية، وأي محاولة لتشويه الوطنيين هي طعنة في ظهر الشعب الكوردي.
من يريد أن يكون تركياً أو سورياً أو إيرانياً أو عراقياً فليذهب إلى عواصم تلك الدول ويقدم خدماته لهم، ولا يزعم أنه كوردستاني. الوطنية ليست شعاراً يُرفع عند الحاجة، بل موقف صادق يُترجم في العمل اليومي من أجل حرية كوردستان واستقلالها.
كلمة أخيرة الشكر لكل وطني شريف، يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، ويقف في وجه الغوغائية والتهجم، ويؤمن أن الكلمة الحرة هي أساس بناء وعي جماعي متماسك. إن منظمة بازى ميتان، ومعها كل الوطنيين الأحرار، ستظل صوتاً صادقاً في الدفاع عن حق تقرير المصير، مهما حاول البعض تشويه صورتها أو النيل من شخصياتها.