لا لذوبان الكورد في مشاريع إمرالي ودمشق

الكاتب: بيوراسب

في الأيام الأخيرة، تناولت بعض الصحف التركية، ومنها صحيفة حرييت، ما نُقل عن لقاء وفد برلماني تركي مع عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي. وقد ركّزت المقالات على ما اعتُبر “رسالة واضحة” من أوجلان بشأن اندماج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري، وكأنها دعوة لإذابة الكيان الكوردي في مشروع الدولة السورية الجديدة.

هنا تكمن خطورة ما يُطرح:

أوجلان يتحدث من موقعه كزعيم لحزب العمال الكوردستاني داخل تركيا، بينما واقع روج آفا مختلف تماماً، له خصوصيته وتجربته الذاتية، فالدعوة إلى دمج قسد في الجيش السوري تعني عملياً إلغاء أي استقلالية أو خصوصية كوردية في روج آفا، وتحويلها إلى مجرد ملحق ضمن منظومة مركزية لا تعترف بحقوق الكورد، اذ أن كلما تبنّى الكورد أجندة لا تنبع من واقعهم، وقعوا في فخ التهميش والذوبان، وهو ما يسعى إليه خصومهم منذ عقود.

إننا لسنا امتداداً لمن يدّعي نفسه تركيا، ولسنا جزءاً من حسابات أنقرة أو مشاريعها الداخلية. نحن شعب له أرضه وتجربته ودماء شهدائه، ولسنا ورقة تفاوض في يد أحد.

لا علاقة لنا بمساومات إمرالي ولا بصفقات الأحزاب التركية، علينا أن نبني شخصية وطنية نقية وحرة، تستمد قوتها من تاريخنا وتجربتنا، لا من إملاءات الآخرين، علينا أن نرفض كل دعوة لحلّ شعبنا في سوريا أو أي كيان آخر، لأن وجودنا المستقل هو الضمانة الوحيدة لمستقبلنا.

روج آفا ليست هامشاً، إنها قلب الكورد النابض بالحرية، من أراد أن يذيبنا في مشاريع الآخرين، إنما يريد أن يقتل روحنا الوطنية، علينا نحن الكورد في روج آفاية كوردستان أن نبقى أحرارا، نبني مستقبلنا بأيدينا، ونحمي هويتنا بوعينا.

لا اندماج يساوي التلاشي، ولا مساومة تساوي الحرية.