فنان تشكيلي كوردي يحصل على جائزة عالمية لهذا العام

حصل الفنان التشكيلي الكوردي خضر عبد الكريم على “الجائزة العالمية لفناني الأقليات لعام 2025″، ضمن النسخة الرابعة من المسابقة الدولية لفناني الأقليات، لعام 2025، شارك فيها 244 فناناً تشكيلياً من جميع أنحاء العالم.

“إهداء الجائزة إلى الشعب الكوردي”

بمناسبة حصوله على هذه الجائزة العالمية، صرَّح الفنان التشكيلي خضر عبد الكريم ، قائلاً: “بصفتي فناناً كوردياً يدافع عن حقوق شعبه وأمته من خلال لوحاته، يسرني أني حصلت على هذه الجائزة التي تعمل عليها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بالشراكة مع “فري ميوز” و”مجموعة حقوق الأقليات” المنظمتين غير الحكوميتين، وكانتون جنيف”. وأفاد أنه يُهدي “هذه الجائزة إلى الشعب الكوردي، في أجزاء كوردستان الأربعة”، مضيفاً: “أرجو أن أكون قد عبرت عن نفسي بصفتي فرداً من أبناء الأمة الكوردية، بشكل حقيقي”.

خضر عبد الكريم مع عدد ممن حصلوا على الجائزة

“التعبير عن قيمة الفنّ”

بحسب شهادات بعض النقاد والمهتمين بأعمال خضر عبد الكريم، وبعض أصدقائه، فإن تسلّم هذه الجائزة بمثابة تقدير لأعمال الفنان الكوردي المتميزة واالافتة للانتباه، وأن لوحاته التشكيلية تعكس هُويَّته الكوردية وحضوره الفنيَّ، لا على مستوى كوردستان فحسب، بل على مستوى المنطقة والعالم أيضاً. وهذا الفوز يعبّر عن قيمة الفن حين يتحوّل إلى لغة للدفاع عن الحقوق، حقوق الإنسان، وحقوق الشعوب، وعن قدرة الفنان على إيصال صوت شعبه وهويته عبر الريشة واللون واللوحات.

مجموعة من الفنانين الذين فازوا بالجائزة

وبخصوص فوزه بهذه الجائزة، قال خضر عبد الكريم : “بالنسبة إلى جائزة هذه الدورة الرابعة، لم يكن لديّ علم بهذه المسابقة، لكن بعض الأصدقاء أخبروني بها، وأرسلو لي رابط المشاركة فيها، وتقدمت للمسابقة، وأنا على ثقة بأني سأكون أحد الفائزين، في هذه المسابقة التي تشمل مجموعة فنون الفن التشكيلي، والمسرح، والتصوير الضوئي، والرقص”.

كان تسلّم هذه الجائزة حدثاً فنياً وعالمياً مهماً، حيث استضافته جنيف، بتنظيم من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبدعم شركاء دوليين. وفي هذا السياق يتوجه الفنان خضر عبد الكريم، إلى شعبه الكوردي وأصدقائه وأهله ومحبيه “بالشكر والتقدير لمحبتهم ودعمهم”.

لوحتان للفنان خضر عبد الكريم

الفنان المعتقَل سابقاً

خضر عبدالكريم، مواليد روجافا (كوردستان سوريا) 1967، تقدم الى مسابقة الفنون الجميلة في عام 1987 بدمشق، لدراسة الفن، لكن السلطات السورية، في عهد حافظ الأسد، اعتقلته قبل صدور نتائج المسابقة، وبذلك حُرم من متابعة دراسته في كلية الفنون الجميلة، بتهمة سياسية مفادها أنه “خطر على أمن الدولة”، وبقي أكثر من 6 سنوات معتقَلاً متنقِّلاً بين أقبية وسجون الأفرع الأمنية بقامشلو ودمشق، وخاصة “فرع فلسطين” و”سجن صيدنايا”، إلى أن أطلق سراحه في عام 1993. وفي ذلك أفاد خضر عبد الكريم لرووداو أنه عندما كان في السجن كان يصنع منحوتاتٍ بأدوات بسيطة أعدّها بنفسه، وكان ينحت خشب الصناديق التي كانت تأتي فيها الخضار بين فترة وأخرى، ليستخدمها في أعماله الفنية.

لوحة للفنان خضر عبد الكريم

شهادات التقدير

حصل خضر عبد الكريم على شاهدة تقدير من متحف طه الطه في الرقة، وعلى شهادة تقدير من مطرانية السريان الكاثوليك في مدينة الحسكة، بعد أن عمل معرض في المطرانية، وقدم كامل ريع أعماله لصالح دار دير مارسيا للمعاقين، وحاصل على شهادة تقدير من مركز عَمّان لدراسات حقوق الإنسان، وحديثاً حصل على الجائزة الدولية لفناني الأقليات في العالم.

المحطة الراهنة

هاجر الفنان خضر عبد الكريم من كوردستان سوريا (روجافاى كوردستان) إلى ألمانيا، بصفة لاجئ منذ عام 2014، ويعيش في مدينة بوتسدام الألمانية، ويعمل في مجال الفن التشكيلي وحقوق الإنسان، ويواكب الأحداث الجارية في وطنه ومجتمعه، بالفنّ والعمل.

المصدر: روداو