الكروات والأصول الميدية .

الكاتب الأستاذ:M Mahfouz Rashid

وقد جاء في رسالة الدكتوراة التي قدمها الباحث الكرواتي Josip Mikocziy-Blumenthal التي قدمها عام 1797 ان أجدادهم من كوردستان واستقروا في كرواتيا.. وأن “اللغة الكرواتية هي لغة امبراطورية ميديا وليست جزءاً من اللغة السولافية”هذا العنوان رسالة الدكتوراة التي قدمها باحث كرواتي في أواخر القرن الثامن عشر.وقد دار الجدل طويلاً آنذاك حول أصل الكروات الحقيقي، حيث كان العديد من الباحثين الكروات يؤكدون أن أصولهم تعود الى شعوب امبراطورية ميديا الشهيرة في التاريخ القديم للمنطقة، حتى تناول الباحث الكرواتي Josip Mikocziy-Blumenthal في رسالة الدكتوراة التي قدمها في عام 1797 بعنوان “الكروات مشمولون في مجموعة الشعوب السلافية، لكنهم في الأصل يعودون الى الشعب (السَّرْمَتِي) الذي يشكل احد الشعوب الميدية”.يؤكد الباحث في اطروحته أن الكروات هاجروا في التاريخ القديم من أراضي امبراطورية ميديا نحو أرض كرواتيا الحالية ومع تلاحمهم مع الشعوب التي كانت موجودة هناك، طغت على الكروات اللغة السلافية المتداولة حينذاك وما أنستهم لغتهم الميدية الأصلية.بعد الحرب العالمية الأولى، إنضمت كرواتيا في عام 1918 الى يوغسلافيا التي كانت تسمى حينها (دولة السلوفينيين والكروات والصرب) على اثر ذلك الاتحاد وفي ظل سيطرة اليوغسلافيين على مفاصل الدولة، إختفت رسالة الدكتوراة التي قدمها الباحث الكرواتي Josip Mikocziy-Blumenthal في ظروف غامضة، وتم اتلاف أي بحث او دراسة تنسب أصول الكروات إلى الميديين، حتى إنه تمت ملاحقة كل من سعى للبحث في هذه المسألة وثبت أن الكثير من الباحثين الذين آمنوا بصحة النظرية القائلة ان الكروات من اصول ميدية، قد تعرضوا للسجن على يد اليوغسلافيين، الأمر الذي خلق يقيناً لدى الكروات، بأن القوميين اليوغسلافيين هم من اتلفوا رسالة الدكتوراة المشار إليها وهم الذين سعوا بكل قوتهم لطمس الهوية القومية الحقيقة للكروات وهي في نظرهم تعود للأصول الميدية.ظلت كرواتيا حتى عام 1991 تحت سيطرة يوغسلافيا، حتى أعلنت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وعلى أثرها عاد الجدل حول الأصول القومية للكروات وبدأ الباحثون يتناولون موضوع رسالة الباحث (Josip Mikocziy-Blumenthal) وقام باحثون كروات بعرض نماذج لغوية لللغة السولافية، يؤكدون فيها أنها ليست لغتهم الأصلية، وأنّ لغتهم القومية الحقيقة هي اللغة الميدية القديمة، هذا الجدل شمل معظم الجمهورية الكرواتية لدرجة جعل حتى المواطنيين العاديين يتحدثون فيه ويتبنون فكرة الاصول الميدية للكروات.قبل عدة سنوات زار مسؤولون من حكومة اقليم كوردستان كرواتيا وخلال المحادثات، قال بعض كبار المسؤولين الكروات: “إنّ أصولهم كوردية وقد جاء أجدادهم من كوردستان واستقروا في كرواتيا.بالاضافة لهذا كله، اصدر (Darko Rundek) وهو احد أشهر الفنانين الكروات أغنية باسم كوردستان، التي جاءت في الترتيب الاول في ألبومه (Plavi avion) لعام 2010 وهذه كلمات اغنية كوردستان:

في وقتٍ كانت النجوم تتألق

كنا نسير على صقيعٍ رقيق

كلُّ منا كان يملك حلماً في عينه لكن الظلام المحيط بنا منعنا من رؤية احلامنا

تلك التي عشقتها ما زالت بعيدةً خلف الجبال

والطريق المؤدي لمنزلها مزروعٌ بالألغام

بعد كل حاجز في الحدود التي نعبرها، نستقل شاحنة جديدة

والرجال السيئون الذين كانوا أدلّاءنا (المهربون)

كانوا مشغولين بعدّ الاموال التي اخذوها منا

كانوا يتناولون افخر الطعام امام أعيننا

وكانوا يتركون الفُتات من موائدهم لنا

هذه الأمور التي أراها لا يمكنني تقبلها

سيأتي ذلك اليوم الذي سأعود فيه لكوردستان

ومع عقد من اللؤلؤ لتضعيه على رقبتكِ البيضاء

حبّتا اللؤلؤ في وسط ذلك العقد.

هما أنا وأنتِ.