القضية الكوردية… حق لا يُطمس
.
إن القضية الكوردية، بما تحمله من عمق تاريخي ومعاناة إنسانية، لا يمكن أن تبقى محصورة في حدود جغرافية ضيقة أو في إطار محلي. فالعالم اليوم يقوم على شبكات التواصل السياسي والثقافي والإعلامي، ومن دون مدّ جسور العلاقات مع المحيط العالمي، ستظل القضية الكوردية عرضة للتشويه أو التهميش. لذلك، يصبح الانفتاح على المجتمع الدولي ضرورة استراتيجية، ليس فقط للتعريف بالقضية، بل لتثبيت حضورها في الوعي العالمي كقضية عادلة تستحق الدعم.
– تقديم القضية الكوردية بلغة عقلانية بعيدة عن المبالغة، مع التركيز على الحقوق المشروعة وفق القوانين الدولية.
– استخدام المنصات العالمية لنشر الرواية الكوردية الحقيقية، ومواجهة حملات التضليل.
– التواصل مع الشعوب الأصلية وحركات التحرر الأخرى، مما يعزز التضامن ويخلق شبكة دعم واسعة. عبر مؤسسات مدنية ومنظمات حقوقية، لتثبيت القضية في المحافل الدولية.
– إبراز الأدب، الفن، والتاريخ الكوردي كجزء من الهوية الإنسانية المشتركة، مما يفتح أبواب التعاطف والتأييد.
المثقفون والأكاديميون هم الجسر الذي يربط القضية الكوردية بالعالم. فهم يمتلكون القدرة على صياغة خطاب عقلاني، مدعوم بالبحث العلمي والوثائق التاريخية، مما يمنح القضية مصداقية عالية. كما أن مشاركتهم في المؤتمرات الدولية، وكتابة المقالات والدراسات بلغات متعددة، يساهم في إيصال صوت الكورد إلى النخب الفكرية والسياسية العالمية. إنهم يشكلون العقل الذي يوازن الحماسة الشعبية ويحوّلها إلى مشروع وطني متماسك.
لا يمكن لأي جهد فردي أن يحقق الاعتراف الدولي بالقضية الكوردية. المطلوب هو عمل وطني جماعي، منظم وواعٍ، يضع القضية في إطارها الصحيح ضمن الأمم المتحدة تبعاً للقرارات الدولية النافذة. هذا العمل الجماعي يضمن أن تكون المطالب الكوردية جزءاً من الحوار العالمي حول حقوق الشعوب وتقرير المصير، ويحول القضية من شأن محلي إلى قضية إنسانية عالمية.
إن قضيتنا هي نداء للحرية والكرامة الإنسانية. إن العالم ينتظر منا أن نرفع صوتنا بوعي، أن نمدّ أيدينا بثقة، وأن نثبت أننا شعب يستحق الحياة الكريمة بين الأمم. المثقفون والأكاديميون هم عقلنا، والجماهير هي قلبنا، وإذا اجتمع العقل والقلب فلن يقف أمامنا أي جدار. فلنحوّل الألم إلى قوة، والتهميش إلى دافع، ولنجعل من كل كلمة وكل فعل خطوة نحو الاعتراف الدولي بقضيتنا العادلة.
فلنردد معاً أن القضية الكوردية قضية حق، والحق لا يموت… بل ينهض كل يوم أقوى من الأمس.
بجي كوردستان